أكد المدير العام لجمعية الهلال الأحمر البحريني، مبارك الحادي، أن عملهم في الجمعية إنساني بامتياز، ولا علاقة له، قريبة أو بعيدة، بالسياسة، بل إنهم ينظرون إلى الشخص عند تقديم المساعدة إليه، كونه إنسان أولاً، وإنسان أخيراً، دون النظر إلى جنسه أو لونه أو عرقه أو ديانته أو مذهبه، مشيراً إلى أن الجمعية تقدم المساعدات لجميع المحتاجين، ومساعداتها تصل إلى المحرق وسترة.
وفي لقاء مع «الوسط»، كشف الحادي عن أنهم سيبدأون اليوم الأحد (8 مايو/ أيار 2016)، توزيع المساعدات الرمضانية على نحو 4800 أسرة في 73 منطقة، ويستمر برنامج التوزيع لمدة أسبوعين، لافتاً إلى أن بدء توزيع المساعدات تزامن «صدفة» مع الاحتفال باليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وهو الثامن من شهر مايو.
وذكر أن الجمعية تنظم العديد من الأنشطة والفعاليات، والدورات وورش العمل، وخصوصاً في مجال الإسعافات الأولية، وهو البرنامج الذي بدأ في العام 1970 على يد المرحوم سيدجعفر سيدشبر، وهو طبيب بحريني كان يخصص وقتاً من عيادته لعلاج الأسر الفقيرة، إلى جانب دورات الإسعافات الأولية، مبيناً أن الجمعية استطاعت تدريب ما يفوق 20 ألف شخص على الإسعافات الأولية.
ودعا الحادي جميع الجهات الحكومية والخاصة، إلى مواصلة دعمها المادي للجمعية، لتتمكن من الوصول إلى جميع المحتاجين في البحرين وخارجها، معتبراً أن شح الأموال العائق والتحدي الأوحد الذي يقف أمام تحقيق طموحات وآمال الجمعية.
وفيما يأتي نص اللقاء مع المدير العام لجمعية الهلال الأحمر البحريني…
لماذا حُدد الثامن من شهر مايو يوماً عالمياً للصليب الأحمر والهلال الأحمر؟
– فكرة «الهلال الأحمر» أو اليوم العالمي للصليب والهلال الأحمر انبثقت من ذكرى مولد هنري دونان، وهو سويسري الجنسية، ويعتبر مؤسس الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
هل استعدت الجمعية للاحتفال بهذه المناسبة؟
– نسعى إلى الاحتفال بهذه المناسبة، وقد لا نحددها في يوم واحد، بل أكثر من يوم.
كم بلغ عدد المتطوعين الذين دربتهم الجمعية منذ العام الماضي (2015) وحتى أبريل 2016؟
– دوراتنا التدريبية مستمرة على مدار العام، وخصوصاً دورة الإسعافات الأولية، فهي تقام مرتين كل أسبوع، وأستطيع القول إن الجمعية دربت أكثر من 20 ألف شخص على الإسعافات الأولية منذ انطلاق الدورة مطلع السبعينيات.
من الذي أسس دورة الإسعافات الأولية في الجمعية؟
– يعود الفضل في انطلاق دورة الإسعافات الأولية، إلى الطبيب البحريني المرحوم سيدجعفر سيدشبر، فهو الذي بدأ الإسعافات الأولية في البحرين، وكان يخصص وقتاً في عيادته لعلاج الأسر الفقيرة، وكان شعلة من النشاط، وعقبه أكبر محسن. أما مؤسس الإسعافات الأولية الحديثة في الجمعية، فهو الأمين العام للجمعية فوزي أمين.
كم بلغ عدد الدورات التدريبية التي أقامتها الجمعية خلال الفترة المذكورة؟
– كما ذكرت، الدورات التدريبية مستمرة، ومن أبرزها الإسعافات الأولية والدمج النوعي الاجتماعي والدعم النفسي، والندوبة الدبلوماسية الإنسانية، ودورة الحريق، والكوارث.
ما هو الهدف الذي تسعى الجمعية لتحقيقه من خلال الدورات التدريبية؟
– نسعى لبناء قدرات الجمعية من خلال تدريب الأعضاء والمنتسبين. وأود الإشارة إلى أن من ينضمون إلى الجمعية، ويشاركون في الأنشطة والفعاليات والدورات، لم يأتوا لتضييع الوقت، فهذه الجمعية ليست جهة ترفيه. ومن ينضمون إليها وجدوا أنفسهم يمتلكون طاقة، ويريدون استثمارها في مختلف الأعمال الخيرية والتطوعية وغيرها.
كم بلغ عدد أعضاء الجمعية؟
– 1200 عضو، النشطون منهم لا يتجاوز 100 شخص، ولكنهم يحرصون على المشاركة الفاعلة في المشاريع الكبرى التي تقيمها الجمعية. ونعتبرهم متطوعين.
كم بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها الجمعية خلال العامين الماضيين؟
– نحن لا نتحدث عن الأرقام، فهي لا تساوي شيئاً أمام مساعدة أي محتاج، ومبدأ المساعدة هو الذي نعتمده، بغض النظر عن مقدار المساعدة. ونعمل جاهدين من أجل الوصول إلى كل محتاج، فهناك أسر متعففة، لا تطرق باب الجمعية للحصول على المساعدات، ولذلك نريد الوصول إلى هذه الأسر.
وأريد القول إنه لن يموت أحد من الجوع في البحرين، لأن أهل البحرين أهل عطاء، وما نحن في الجمعية إلا وسائل لإيصال هذا العطاء والمساعدات، ونتحدث عن العطاء بكرامة، دون التسبب في حرج لأي متحتاج، وذلك عملنا في الجمعية على امتصاص أي إحراج للشخص الذي يراجع الجمعية.
ما هو الأساس الذي ترتكزون عليه في تقديم المساعدات؟
– نحن في المجتمع نقوم بالأعمال الإنسانية بسليقتنا، وفطرتنا، وقد يكون الإحجام عن عمل الخير ملاماً، ولذلك، الأعمال الخيرية جزء من مبادئنا وتركيبتنا الإنسانية. ومن هذا المنطلق تجد المبادئ الأساسية للدين الحنيف، موجزة في مبادئ الجمعية.
وأؤكد بأننا نساعد المحتاج، بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى، نقدم المساعدة للإنسان، ولذلك نحن نجسد الوحدة الوطنية في أي موقف، سواء للمواطنين أو غير المواطنين، فقمة السعادة تصل عندما تعطي وتساعد أشخاصاً لا تعرفهم.
هل تعتقدون أن المجتمع أصبح ملماً بأهداف ومهام جمعية الهلال الأحمر؟
– نسعى للوصول إلى الجميع، والتعريف بجمعية الهلال الأحمر البحريني، وخصوصاً أن هناك فئات لا تعرف الجمعية والجهود التي تقوم بها، ولذلك علينا واجب كبير في التوعية.
ألا تعتقدون أنكم بحاجة إلى المزيد من الأنشطة والفعاليات التي تجعلكم أكثر قرباً من المواطنين والمقيمين؟
– أذكر هنا المثل القائل: «مادح السوق من ربح فيها»، فالأسر المحتاجة تعرف ما تقدمه الجمعية، أما غير المحتاجين فلا يعرفون الجمعية، وعلى الرغم من ذلك، فالإنسان البحريني واعٍ، ويدرك الكثير من الأمور، ويحترم سيارة الهلال الأحمر.
وأبيّن هنا أننا لا نتعرض للسياسة، وتعاملاتنا إنسانية فقط، دور الجمعية ليس سياسياً ولا اقتصادياً ولا تربوياً، دورها وعملها إنساني. ونعتقد أننا شركاء في إبراز الوجه الحضاري للبحرين، من خلال الأعمال الإنسانية التي نقوم بها.
وأود التأكيد والتوضيح، بأن عمل جمعية الهلال الأحمر البحريني بعيد عن الأمور السياسية، وينحصر عملها في العمل الإنساني، بل إننا لا نفقه في أي أمر غير إنساني.
كم بلغ إجمالي عدد الأسر المستحقة التي تستفيد من مساعدات الجمعية؟
– زبوننا الإنسان المحتاج. ووظيفتنا إنقاذ النفس البشرية، بغض النظر عن جنسية الشخص أو لونه أو عرقه. وبشكل عام لدينا نحو 4800 أسرة تستفيد من مساعدات الجمعية، ووظيفتنا أن نصل إلى كل مناطق البحرين، وهذا يخلق لدينا هماً كبيراً في أن نغطي كل المناطق. واعتباراً من اليوم الأحد، سنبدأ توزيع المساعدات الرمضانية، لتستفيد منها كل الأسر. ووضعنا جدولاً لنحو 73 منطقة، في كل يوم عدد من المناطق، وخصصنا أياماً مفتوحة لجميع المناطق، بإمكانهم الحضور إلى الجمعية وتسلم المساعدات، وأتحدى أي شخص يقول إن منطقته لا تصلها مساعدات جمعية الهلال الأحمر.
ما نوع المساعدات التي تقدمها الجمعية؟
– هناك مساعدات مالية نقدمها للمحتاجين، وفي خطوة تهدف إلى تقليل الجهد والوقت على المحتاجين، تمكنا من تحويل 90 في المئة من المساعدات المالية إلى الحسابات البنكية للمحتاجين، إذ أن الجمعية تقدم مساعدات شهرية لعدد 450 أسرة، فيما تحصل 4800 أسرة مساعدات عينية ومادية موسمية، في شهر رمضان والأعياد.
هل يعني أنكم تُحلون المشكلة المالية للأسر المحتاجة؟
– نحن لا نحل المشكلة الكاملة للأسر المحتاجة، بل نحل جزءاً منها.
هل تقيّمون الأسر قبل منحها المساعدات؟
– لدينا في كل منطقة شخص متطوع، يدرس حالة الأسر الواقعة في منطقته، وعلى ضوء الدراسة تتم المساعدة. ومن خلال البحث وجدنا أن أكثر المحتاجين هم من مناطق شارع البديع، وسترة والمحرق.
هل اكتشفتم أُسَراً غير محتاجة تأخذ مساعدات من الجمعية؟
– تصلنا الكثير من الحالات التي نكتشف بأنها غير محتاجة، وهنا أوضح أن كل إنسان محتاج، ومستويات الحاجة تختلف من شخص لآخر. وللأسف ترى بعض الأشخاص يأخذون مبالغ بسيطة على حساب آخر أكثر حاجة، وبالتالي يسرقون هذا المبلغ. وأقول سرقة قاصداً هذه الكلمة، لأن ما نراه سرقة فعلية.
كم عدد الأسر التي تنتظر الحصول على المساعدات من الجمعية؟
– لدينا قوائم انتظار كثيرة للحصول على المساعدات، والقوائم الأكثر لمن ينتظرون الحصول على المساعدات المالية.
ما هي المعوقات والتحديات التي تواجهكم في الجمعية؟
– لا أستطيع تسميتها معوقات، بقدر تسميتها شح التبرعات لتنفيذ برامجنا الاجتماعية والخيرية والإنسانية.
هل تحصل الجمعية على الدعم والمساندة من مختلف الجهات الحكومية والخاصة، والتي تكفل لها القيام بدورها المناط بها؟
– هناك تعاون من مختلف الجهات الحكومية، ويعرفون أن هذه جمعية الجميع، وليست اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية، بل هي خيرية للجميع. وبكل وضوح نحن نعتمد على المنح والهبات من الشركات، ونتطلع إلى زيادتها، لنتمكن من مواصلة العمل في الجمعية، ونقدم المساعدات للجميع. ونقدر أن الجمعية كانت من بين عدد قليل من الجمعيات الخيرية، ولكن الآن ارتفع العدد لنحو 186 جمعية خيرية، وبالتالي فالكعكة وزعت على هذا العدد. نحن نغطي جزءاً كبيراً من برامجنا الخدمية عبر المنح والهبات التي نحصل عليها. ولدينا برامج نحاول خلق روافد لها لضمان استمراريتها.
ما مدى تعاون الجمعية وتواصلها مع مثيلاتها في الدول الخليجية والعربية؟
– علاقاتنا معهم ممتازة، ولدينا تعاون مباشر، لأن لدينا أمانتان للهلال الأحمر، عربية وخليجية، فيها تتوافق الأهداف وتُرسم الاستراتيجيات، ويوصلنا ذلك إلى مصير واحد. أؤكد أن لدينا تعاوناً كبيراً فيما يتعلق بالمفقودين، ويتم تداول المعلومات بشأن المفقودين، فعندما يُفقد شخص في أية دولة يتم تداول معلومات عنه إلى حين العثور عليه. ونتمتع بثقة الجميع، سواء من جهات رسمية أو أهلية، ويعرفون أن جمعية الهلال لا تعني إلا كل الناس.
هل تعتقدون أن تعاونكم مع جمعيات الهلال الأحمر الخليجية والعربية وصل إلى أعلى مستوياته؟
– لا، لا يمكن قول ذلك، بل نسعى إلى مزيد من التنسيق والاستفادة من المشاريع المشتركة، والتعاون المباشر.
ما هي الدول التي استفادت من مساعدات الجمعية؟
– دأبت الجمعية منذ تأسيسها على محاولة الاستجابة لمعظم الإغاثات الإنسانية التي تصل إليها من الاتحادات أو المنظمات الدولية، سواء بسبب الكوارث الطبيعية، أو الكوارث التي يخلقها الإنسان. ونسعى لجعل البحرين دائماً في قائمة المانحين للمساعدات، بغض النظر عن حجم المساعدات.
ونقدم كل الامتنان والتقدير للجهات الرسمية، على مساعدتها ومساندتها للجمعية. وأبين هنا أن كل المساعدات التي ترسلها الجمعية لأية دولة، لا تكون باسمها، وإنما باسم شعب البحرين. ومساعداتنا وصلت إلى الفلبين والسودان وأفغانستان واليمن وسورية، وتايلند والصومال وباكستان. وهذا ليس بجديد على البحرين، فهناك مسشتفى في العاصمة العراقية بغداد ما زالت تتابعه وزارة الصحة، وهو بني في عهد الأمير الراحل سمو الشيخ عيسى بن سلمان، طيب الله ثراه. كما نحرص على تمويل أحد المشاريع في المجالات الصحية والتربوية، ففي الصومال أنشأنا 21 مركزاً صحياً ريفياً. وننظر في مشاريعنا إلى عدد من سيستفيدون منها.
كم بلغ حجم مساعدات الجمعية للاجئين السوريين؟
– هناك أولويات حسب النداءات التي ترد، والظروف، ولا نعتمد على قاعدة «أنا وأخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب»، فهي قاعدة خطأ.
هل ترون بأن الصراعات والحروب في مختلف الدول، زادت من مسئوليات جمعيات الهلال الأحمر في كل الدول، وفي البحرين أيضاً؟
– طبعاً، العمل في الجمعية موجود، ولكن تضاعف بسبب الحروب والصراعات، وحتى الكوارث الطبيعية. المنطقة كلها معرضة لأشياء كثيرة، وهو ما يزيد العمل في الجمعية، وأيضاً مثيلاتها في بقية الدول.
هل استطاعت جمعيات الهلال الأحمر مساعدة كافة اللاجئين والمتضررين من الحروب والصراعات؟
– بطبيعة الحال لا، العالم كله لا يستطيع الوصول إلى كافة اللاجئين والمتضررين بسبب الحروب والصراعات، ولكننا نسهم في برامج بحسب إمكاناتنا، وآخرها مشروع الطاقة الشمسية لتسخين المياه لللاجئين في لبنان، وهو مشروع يقام بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر القطري.
جريدة الوسط العدد 4992 – الأحد 08 مايو 2016م الموافق 01 شعبان 1437هـ