افتتحت جمعية الهلال الأحمر البحريني صباح الاثنين أعمال ندوة “الدبلوماسية في خدمة العمل الإنساني” بحضور عدد من المسؤولين الحكوميين وممثلين عن هيئات وجمعيات إنسانية ومندوبين عن الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر من 12 دولة.
إفتتح وزير الصحة البحريني صادق بن عبدالكريم الشهابي أعمال الندوة مؤكداً أن الحاجة باتت ملحة لوضع آليات الدبلوماسية الإنسانية كنهج امام العاملين في المجال الإغاثي والإنساني حول العالم، وقال إن من النتائج المأمولة لهذه الندوة الوصول إلى فهم واضح لمعنى الدبلوماسية الإنسانية، وتعزيز التنسيق بين جمعيات المنطقة لوضع سياسات مشتركة للوصول إلى المتضررين والمحتاجين أينما كانوا بسرعة وفاعلية.
واشار الشهابي في كلمته إلى أن جمعية الهلال الأحمر البحريني ومنذ إنشائها عام 1970 تسعى لتكون ضمن الحراك الدولي المستمر للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، لافتا إلى ما لدى الجمعية من برامج متميزة في مجال الخدمة الإنسانية والاجتماعية داخل مملكة البحرين وخارجها، ومن بين ذلك التدريب، والتوعية الصحية، وإعداد برامج تدريب المتطوعين على تلبية نداءات الإغاثة الخارجية في عدد من مناطق العالم.
الامين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور عبدالله الهزاع قال بدوره إن أهمية ندوة “الدبلوماسية في خدمة العمل الإنساني” تأتي كونها تنعقد في ظل ما تشهده المنطقة العربية من نزاعات مسلحة واضطرابات وتوترات وعدة أشكال أخرى من العنف كان لها عميق الأثر السلبي على حياة الملايين من الناس ويمكن في هذا الإطار أخذ الحالة السورية كنموذج، إضافة الى حالات أخرى لا تقل حجماً من حيث المأساة الإنسانية.
وتابع: في ظل عدم اكتراث بعض الجهات التي تعاني من هذه الأزمات بالقوانين الدولية وخاصة منها اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 التي تمثل حجر الأساس في تنظيم العمل الإنساني وتضمن حق الإنسان في الحصول على المساعدات الإنسانية، بادرت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر إلى عقد ندوة علمية متخصصة لمناقشة أمهات القضايا الإنسانية في المنطقة العربية، وذلك باستنباط آلية جديدة لها من الفعالية والجدوى الميداني ألا وهي تقنية وسيلة الدبلوماسية الإنسانية.
فيما أكد مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الاتحاد الدولي لجمعيات لصليب الأحمر والهلال الأحمر الياس غانم أن الغاية الأساس من استخدام الدبلوماسية في العمل الإنساني هي تعزيز القدرات لحشد الموارد ذات الصلة، وتيسير تلبية احتياجات المستضعفين، وقال “لا يمكن تحقيق الأهداف الإنسانية على نحو فعال إلا بجعل الدبلوماسية الإنسانية جزءاً لا يتجزأ من الأعمال اليومية المضطلع بها من جانب الجمعيات الوطنية والاتحاد الدولي بتوفير القدرات اللازمة.
أما نائب المفوض الإقليمي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر سعادة الأستاذ يحيى خليل فتطرق إلى أن الغرض الأساسي من إدخال الدبلوماسية إلى العمل الإنساني هو ترسيخ طريقة تفكير دائمة في الجمعيات الوطنية والاتحاد الدولي، وتشمل الدبلوماسية الإنسانية المناصرة والمفاوضات والاتصال والاتفاقات الرسمية وغيرها من الإجراءات.
من جانبه قال الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر البحريني الدكتور فوزي أمين إن أهمية ندوة “الدبلوماسية في خدمة العمل الإنساني” تنبع من كون هذا المفهوم الذي ترسخ في الغرب منذ زمن لا زال جديدا على المنطقة العربية، وقال “نريد أن نكون سباقين في استكشاف مدى فائدة الدبلوماسية في تفعيل أعمالنا الإنسانية والإغاثية ليس على مستوى.
وقد ناقش المجتمعون والمحاضرون على مدى يومين أهم قضايا الدبلوماسية الإنسانية من ناحية المفهوم والتطبيق متناولين البيئة الصعبة التي تتأثر بها الدبلوماسية الإنسانية وتم عرض خبرات الجمعيات الوطنية في هذا المجال. كما تناولوا أهمية التعاون والتنسيق أثناء النزاعات وحالات الطوارئ لتحقيق دبلوماسية إنسانية أكثر فعالية .
وفي ختام الندوة، اتفق المشاركون على تعزيز جهود الدبلوماسية الإنسانية خارجين بعدة توصيات تركز على ضرورة عزيز مبادرات وجهود الدبلوماسية الإنسانية وتنمية الكوادر القادرة على ممارستها عبر وضع برنامج تدريبي يركز على الدبلوماسية الإنسانية ويتم إتاحته إلى جميع الجمعيات الوطنية في المنطقة.