تلتزم مملكة البحرين بدعم وعقد الشراكات مع مؤسسات المجتمع المدني لتحقيق عددا من الأهداف المستدامة المنبثقة من رؤيتها الاقتصادية 2030، وبالتوازي مع برنامجها الحكومي، حيث تحرص المملكة على تقديم المساعدات الإنسانية الخارجية بالتعاون والتنسيق مع تلك المؤسسات التي تقدر أهمية دورها كشريك فعال وملتزم في المجتمع الدولي، حرصا منها على ضمان الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي حول العالم، خصوصا في البلدان المتأثرة من الصراعات والكوارث الطبيعية.
وتعد جمعية الهلال الأحمر البحرينية من المؤسسات المدنية التي تحظى بدعم حكومي منذ تأسيسها قبل 50 عاما، حيث تقدم الجمعية دورا إغاثيا بارزا داخل وخارج المملكة، وسطرت عبر تاريخها العديد من الإنجازات المشرفة للبحرين التي عززت مكانتها في الأعمال الإنسانية والإغاثية، وفي كافة المواقف لاسيما خلال الأوضاع الراهنة التي يمر بها العالم بسبب جائحة “كورونا”.
وفي هذا الصدد، صرح الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر البحريني بالوكالة والمدير العام للجمعية مبارك الحادي بأنه في ظل الأوضاع الراهنة وما يشهده العالم من انتشار لجائحة فيروس كورونا المستجد، تتكاتف الجهود سعيا لمكافحة هذه الأزمة، وقد قدمت جمعية الهلال الأحمر البحريني دعما ماديا للحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد19)، وذلك من أجل نهوض الجمعية بدورها في تقديم يد العون والمساعدة بكافة المواقف والظروف، والتزاما منها بدعم المجتمع البحريني، مشيرا إلى أن تكاتف مؤسسات المجتمع المدني والمواطنين والتفافهم حول توجيهات الحكومة الموقرة ساهم بشكل صحيح في الحد من انتشار الفايروس، حتى حظيت جهودهم والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المتخذة بوقت مبكر على إشادة من منظمة الصحة العالمية، والذي يمثل انعكاسا إيجابيا للنتائج المثمرة التي حققتها البحرين في مواجهة الأزمة.
وقال الحادي إن الجهود التي يقوم بها الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا بتوجيه ومتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، تعد جهودا كبيرة، حيث تمكن فريق البحرين من تغطية جميع الجوانب اللازمة؛ للحد من انتشار هذا الفيروس، مؤكدا بأن الجمعيات الخيرية وانطلاقا من دورها متأهبة لمساندة ودعم أية تكليفات حكومية وتوجيهات تصب في صالح الوطن والمواطنين والمقيمين.
وحول المشهد الوطني المتميز لأبناء الوطن في التعامل مع هذه الظروف، قال: “تفخر مملكة البحرين بعطاء أبنائها وبتكاتفهم، فالجميع يتبارى لبذل أقصى جهده في سبيل دعم الوطن بمشهد وطني عكس وعي المجتمع البحريني، ذلك من خلال ما شهدناه من تلبية أبنائه للنداء بالتسجيل في ميادين التطوع للوقوف مع بلدهم يدا بيد في سبيل التصدي لهذه الجائحة العالمية”، مؤكدا بأن هذا ليس بالأمر الجديد على شعب البحرين الوفي، الذي يكن في داخله روح وطنية معطاء، تدفعه للتكاتف والتعاضد مع حكومته الرشيدة التي حرصت ومازالت على توفير سبل العيش الكريم والحياة الآمنة في كافة الظروف والتي لم تتوقف عن تأمينها حتى في ظل الجائحة العالمية التي تمكنت من التأثير على عدد من الدول، هذا وسعيت المملكة على بذل أقصى جهودها لطمأنة المواطنين والمقيمين على أرضها والحفاظ على صحتهم وسلامتهم وضمان سير الحياة بشكل طبيعي.
تلبية النداء الوطني
ومن منطلق الواجب الوطني، تضافرت جهود الجمعيات الأهلية في تحشيد وتجهيز المتطوعين؛ لتلبية نداء الوطن في مكافحة الفايروس، وقد أبدى المواطنون كافة استعدادهم لبذل الجهد في خدمة الوطن، وبفضل هذا التلاحم الذي عكس مشهدا عظيما يجسد الروابط العميقة في المجتمع البحريني، ونجحت برامج تدريب المتطوعين التي أقامتها جمعية الهلال الأحمر في تنمية قدراتهم بوقت قياسي، حيث تم تدريب نحو 900 متطوع من مختلف الجمعيات الوطنية التطوعية والذي تضمن أساسيات الإسعافات الأولية، وطرق مكافحة العدوى والتطهير، وطرق استخدام ألبسة الحماية الشخصية والتخلص منها، وطريقة خلط المواد الكيميائية لعمليات التعقيم والتطهير، إلى جانب اعتبارت السلامة وأخلاقيات العمل التطوعي والإسعافات النفسية الأولية، مع حرصها على تدريب كافة المتطوعين عن بُعد، ذلك اتباعا للتوجيهات الوطنية في سبيل الحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
مساعدات داخلية وخارجية
وعمل متطوعو جمعية الهلال الأحمر البحريني على توصيل المساعدات لما يقارب 4500 أسرة في مختلف مناطق البحرين، بحسب جدول توزيع المساعدات والذي يتضمن 73 منطقة في مختلف المدن والقرى، حيث ارتأت الجمعية تسليم تلك المساعدات للأسر المستحقة في منازلها بدلاً من دعوتهم للحضور إلى مقر الجمعية بما جرت العادة السنوية، ذلك في إطار الإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس، كما حرص المتطوعون على تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي أثناء التوزيع وارتداء القفازات والكمامات.
ولم تقف مساعدات مملكة البحرين متمثلة بجمعية الهلال الأحمر في الشأن المحلي فقط، بل أدرج الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر المملكة ضمن الدول الأولى التي استجابت لنداء الاتحاد الخاص بجمع التبرعات من أعضائه؛ بغرض المساهمة بها في مواجهة الأزمة بالمناطق الأكثر تضررا منه حول العالم.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور فوزي أمين، رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في دول مجلس التعاون الخليجي: إن هذه المبادرات السباقة التي تخطوها مملكة البحرين تؤكد مركزها المتقدم في طليعة خارطة العمل الإغاثي والإنساني العالمي، كما يعكس حرص المملكة على النهوض بمسؤوليتها في هذا المجال لتجسيد روح التضامن الدولي في الأزمات والكوارث.
وأضاف أمين: يعكس تقدير الاتحاد الدولي لجهود المملكة في تلبية نداء الاتحاد، ثمرة التزام جمعية الهلال الأحمر البحريني بالعمل الدائم مع مختلف كيانات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وانتهاج نظام عمل يعزز الأداء ويبرز ريادة البحرين في مجال العمل الإنساني ككل.
يذكر أن دول العالم تحتفل سنويا في الثامن من مايو باليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وتحرص مملكة البحرين على المشاركة في هذا الاحتفال تعبيرا عن امتنانها لجهود جمعية الهلال الأحمر البحريني وكافة جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر حول العالم لما تقدمه من خدمات إنسانية وإغاثية كبيرة ساهمت وتساهم في إغاثة المحتاجين، خاصة في أوقات الأزمات مثل هذه الظروف الحالية التي سببتها جائحة “كورونا”، والتي منها تبرز دور جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر بشكل نشط في مختلف دول العالم لتقديم كل العون للمحتاجين وإغاثتهم.