قالت كبيرة مسئولي الحماية الدولية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين هاجر موسى إن دول الخليج العربي تقدم تسهيلات كثيرة ودعماً كبيراً لمتضرري النزاعات في دول المنطقة، سواء عبر استضافتهم على أراضيها أو إرسال مساعدات إغاثية مختلفة إليهم في مخيمات وأماكن لجوئهم.
وأشارت هاجر، خلال ندوة نظمتها المفوضية بالشراكة مع جمعية الهلال الأحمر البحريني، إلى أن هذا الدعم بدأ بشكل واضح مع اللاجئين العراقيين منذ تسعينات القرن الماضي، لكنه ظهر بشكل أكبر وأشمل مع السوريين الذين اضطروا إلى ترك بلدهم نتيجة الأحداث هناك.
وبيَّنت أن تلك التسهيلات شملت أوجهاً كثيرة، من بينها احتضانهم حتى ولو لم تكن إقامتهم نظامية، والسماح لهم بالعمل، وإدخال أولادهم للمدارس مجاناً، وغير ذلك.
وأضافت أن جهود دول الخليج العربي شملت دعم ورعاية الملايين من السوريين اللاجئين إلى الدول المجاورة لوطنهم في كل من الأردن ولبنان وغيرهما من الدول، واشتملت الجهود على تقديم المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع حكومات الدول المضيفة لهم، وكذلك مع منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية، سواء من خلال الدعم المادي أو العيني.
وقالت كبيرة مسئولي الحماية الدولية في المفوضية إن مختلف دول الخليج العربي قدمت تسهيلات كبيرة للاجئين السوريين، مضيفة “لقد أعلنت المملكة العربية السعودية مؤخراً أنها استضافت منذ اندلاع الأزمة في سورية قرابة مليونين ونصف مليون مواطن سوري، حرصت على عدم التعامل معهم كلاجئين، أو وضعهم في معسكرات لجوء؛ حفاظاً على كرامتهم وسلامتهم، ومنحتهم حرية الحركة التامة، كما منحت لمن أراد البقاء منهم في المملكة الذين يبلغون مئات الألوف، الإقامة النظامية أسوة ببقية المقيمين، بكل ما يترتب عليها من حقوق في الرعاية الصحية المجانية والانخراط في سوق العمل والتعليم”.
وخلال الدورة التدريبية التي حملت عنوان: “الهجرة المختلطة واللجوء” أوضحت هاجر أن مصطلح “المهاجر” يعتبر من المصطلحات واسعة النطاق والتي تغطي الأشخاص الذين ينتقلون إلى بلد أجنبي لمدة معينة من الزمن، مؤكدة أنه ينبغي عدم الخلط بين المهاجر وبين الزوار من السياح والتجار على سبيل المثال والذين يقومون بزيارات قصيرة الأجل.
من جانبه، أوضح مسئول الحماية الدولية في المفوضية السامية لشئون اللاجئين يوسف الدرابكة أن المهاجرين يختلفون اختلافاً جوهريّاً عن اللاجئين، وبالتالي يتم التعامل معهم بشكل مختلف للغاية بموجب القانون الدولي.
ولفت الدرابكة، خلال الندوة، إلى أن المهاجرين واللاجئين يستخدمون بشكل متزايد نفس الطرق ووسائل النقل للوصول إلى وجهتهم النهائية في الخارج. وإذا فشل هؤلاء الأشخاص، الذين يشكلون التدفقات المختلطة، في الدخول إلى بلد معين بشكل قانوني، فإنهم غالباً ما يوظفون خدمات مهربي البشر ويشرعون في رحلات خطيرة عبر البحر أو الأرض والتي يتعرض من خلالها الكثيرون للخطر من أجل البقاء على قيد الحياة.