احتفت مملكة البحرين ممثلة بجمعية الهلال الأحمر البحريني باليوم العالمي للعمل الإنساني الذي تحييه دول العالم هذا العام تحت شعار «أبطال الحياة الحقيقيون» مستذكرة بإجلال العاملين بالمجال الإنساني، وموجهة رسالة شكر إلى كل الذين نذروا أنفسهم لمساعدة الآخرين في جميع أنحاء العالم.
ونوهت الجمعية بشكل خاص بجهود الكوادر الصحية والطبية البحرينية التي تقاتل في الصفوف الأمامية بصبر وعزم لمكافحة جائحة فيروس كوفيد-19، مشيرة إلى أن العالم ينظر إلى تلك الكوادر على أنهم متطوعون شجعان يخاطرون بحياتهم وحياة أسرهم من أجل حماية الإنسانية من هذا الفيروس.
عضو مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر البحريني الدكتور فوزي أمين أكد أنه يحق لمملكة البحرين الفخر بسجلها الحافل في مجال العمل الإنساني، وقال إن الرغبة في العمل الإنساني صفة متأصلة في شعب البحرين، وواضحة على المستوى الشعبي والحكومي، والبحرينيون يلبون النداء في كل المواقف.وأوضح د. أمين أن جمعية الهلال الأحمر البحريني التي تحتفل هذا العام بمرور خمسين سنة على تأسيسها، هي الجهة المفوضة قانونيا بتمثيل الدولة حكومة وشعبا أمام العالم في مجال العمل الإنساني وذلك بموجب توقيع جميع الدول في وثائق إنشاء الجمعيات الوطنية، مثلها مثل كل نظيراتها من الجمعيات، وقال إن انتماء الجمعية إلى شبكة دولية تتكون من 192 جمعية تمثل كل دول العالم يمكِّنها من القيام بدورها بكفاءة عالية، كما تتوافر لديها كل المعلومات لاتخاذ الخطوات المطلوبة والاستجابة لاحتياجات المتضررين والمحتاجين حول العالم.
د. أمين؛ الذي يشغل أيضا منصب رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لدول مجلس التعاون الخليجي؛ أشاد بكل كيانات العمل التطوعي الإغاثي الإنساني في مملكة البحرين، وخصَّ بالذكر المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، ومختلف الجمعيات الأهلية التي التحقت بركب العمل الإنساني.
وقال: «جمعية الهلال الأحمر البحريني سبقتهم في ذلك، إلا أننا نرى أن التراث الإنساني بمملكة البحرين يتكون من مجموع ما قدمته كل الهيئات والجمعيات والصناديق الخيرية من عمل إنساني مهما كان تاريخ إنشائها، فالمجال الإنساني كبير ويستوعب الجميع».
وأضاف: «نجحنا في مملكة البحرين على النطاق المحلي والإقليمي والدولي في الاستجابة لمعظم النداءات الإنسانية، وحصلت معظم الهيئات والجمعيات على التقدير والإشادة، لكن السؤال الآن «كيف يمكن لنا مواصلة تطوير عملنا؟ وماذا نستطيع أن نقدم لنكون أفضل؟»، وتابع «التحدي أمامنا الآن هو الارتقاء بمستوى التنفيذ والعمل الجماعي، وألا نكتفي بالعمل الفردي كما يحدث حاليا».
وقال د. أمين «المجال مفتوح أمامنا لتحسين هذا الجانب من العمل الإنساني، وأن يكون هدفنا ليس فقط الوقوف مع المتضررين والمحتاجين، بل إن نضمن استدامة أثر جهودنا ومساهمتنا في استعادة المحتاجين والمنكوبين حياتهم الاعتيادية، وهذا لا يتأتى بعمل فردي، بل يحتاج إلى تقاسم المسؤوليات وتوزيع المهام وتنسيق الأدوار بحسب الاختصاصات في مجالات العمل الإنساني المختلفة». وأشار في هذا الصدد إلى وجود أمثلة في دول كثيرة مثل الاتحاد الأوروبي، حيث يعملون هناك بصورة جماعية ليكون العمل الإنساني أقوى ويترك أثرا واضحا ويمنع الازدواجية ويلبي احتياجات المنكوبين.